الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

الحلقة الحادية عشرة: أهمية توفر مصادر البحث المختار



الحلقة الحادية عشرة: أهمية توفر مصادر البحث المختار
من المعايير المهمة لاختيار الموضوع، أن تكون هناك مصادر كافية لكتابة الموضوع، فقد يكون الموضوع مبتكرا، وفيه عمق، لكن لم يكتب في متعلقاته ما يكفي للباحث أن يلملم أطراف الموضوع.
وقد يقال: هناك فرق بين باحث وباحث، فالموضوع قليل المصادر قد يكون لباحث ورطة، وقد يكون لآخر مجالا خصبا لأن يعمل فيه طاقته الإبداعية، فيجمع المادة العلمية من متفرقات الكتب، ويقتنصها من شوارد المظان، وما لم يجد فإنه يعمل فيه آلة التحرير والتحقيق.
إذن هذا الشرط شرط اعتباري، لكن الأصل أن يجتنب الباحث هذا النوع من البحوث، وقد تكون الحاجة وقدرات الباحث تسمح له بأن يخوض في لججه.
ولعل المناسب في هذا الموضع: أن أحكي قصة ظريفة جرت لي إبان اختيار موضوعي في مرحلة الماجستير: "الإلزام دراسة نظرية وتطبيقية من خلال إلزامات ابن حزم للفقهاء"، فلما تم قبول الموضوع شرعت في جمع المصادر، لكن عزت علي مجموعة كبيرة من الكتب ولم أستطع تحصيل بعضها إلى الآن، فكتب المدرسة الظاهرية ليست بذاك الرواج، فراسلت مكتبة النيل والفرات الإلكترونية في بيروت لشراء بعض ما وجدته عندهم، وكنت في خوف وتردد إضافة إلى تكلفة الشحن الباهضة لكن بعد " اللتي واللتيا"، توكلت على الله وأرسلت لهم المبلغ، وبينا أنا أنتظر موعد تسليم الكتب، كانت المفاجأة، الحرب! وقعت حرب لبنان وإسرائيل في تموز 2006، فكنت أدخل صفحة الموقع الإلكتروني لمكتبة النيل والفرت فإذا هم قد خطوا على موقعهم بالنبط العريض: المكتبة متوقفة بسبب الحرب، فكان الناس في هم الحرب، وشرط إطلاق الأسيرين! وكنت معهم، ولكن لي هم آخر وهو الإفراج عن كتبي الأسيرة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق