الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

إشكالية قياس الأبحاث العلمية



إشكالية قياس الأبحاث العلمية


البناء العلمي المتين يرفض من تلقاء بنفسه أي خلل في انتظامه، وهو يلفظ أي محاولة لإدخال أية أجسام غريبة غير متناسقة ولا منتظمة تؤثر على بنيانه.

إن الأبحاث التجريبية – بجديتها - لا تتوانى في الحكم بالفشل والخيبة والخسارة، وربما اللعنة والشنار على أي تجربة لا تحقق غرضها، فلا محل للعبث ولا للمجاملة.

فإذا أردتُ أن أصنع جهازا للتبريد، ثم فشلت في تحقيق هذا الغرض، فإن هذا العمل محكوم عليه بالفشل من نفسي قبل غيري، فإن التبريد لم يحصل، وكترتيب بديهي فإن تجربتي قد فشلت فشلا مربعا! فلا يمكن أن أكذب جسمي وهو يتلظى بحر الهجير!

لقد كان من المفترض أن يكون الأمر كذلك في الأبحاث العلمية إلا أن غياب القيادات العلمية الناقدة، وتنامي روح المجاملة، وخفوت صوت الجدية مرَّر كثيرا من هذه الأبحاث على علاتها.

لاسيما أنه لا أثر ملموس نجده ونتحسسه بشكل مباشر في رؤية نجاح المشاريع العلمية أو فشلها على غرار الواقع في المشاريع التجريبية.

خصوصا، أن كل موضوع يبحث على حدة، ثم يرمى في عماية، فليست هناك مشكلة يراد حلها، أو إضافة يقصد تدوينها، إنما هناك بحث يراد له أن يكتب، ثم يراد له أن يقدم، ثم يراد به شيء، شهادة، أو ترقية، أو ترف طبعي، أو تنفيس غضب، فإذا حصل انتهى المقصود، وانتهى كل شيء. 



إشارة: هناك أدوات قياس علمية يمكن من خلالها قياس البحث في مادته وفي بنائه، كما يمكن ابتكار أدوات قياس ... لو كان المجتمع معرفيا بحق، يبحث عن الحقيقة، وينتفي من شوائبها .. لازدهر سوقها، وسيأتي بإذن الله المحل المناسب للحديث عن أدوات القياس.

هناك تعليق واحد:

  1. يقول الشيخ عادل باريان معلقا على موضوع "إشكالية قياس الأبحاث العلمية:
    واجب البحث أن يكون له أثر على نفس الباحث وأمته ومجتمعه .. الآن العالم الإداري يتجه إلى قياس الأثر من البحوث وغيرها من المجالات العلمية كالدروس والدورات والمحاضرات الأكاديمية ! وأذكرُ مرةً همس في أذني الشيخ بن منيع حفظه الله فقال : كم عدد الذين يحملون الدرراسات العليا .. وكم الذين نشروا بحوثهم .. وكم الذين لهم أثر في الواقع ؟!!

    ردحذف