الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

صياغة العنوان



 صياغة العنوان
يقول الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان:
العنوان هو مطلع البحث، وهو أول ما يصافح نظر القارئ، فينبغي أن يكون جديدا مبتكرا لائقا بالموضوع، مطابقا للأفكار بعده، فهو الذي يعطي الانتباه الأول في عبارة موجزة تدل بمضمونها على الدراسة المقصودة بها، العنوان الجيد هو الذي يراعي الأمور التالية:
أولاً: أن يكون مفصحا عن موضوعه.
ثانياً: أن تتبين منه حدود الموضوع، وأبعاده.
ثالثاً: أن لا يتضمن ما ليس داخلا في موضوعه.
رابعاً: إيحاؤه بالأفكار الرئيسة بصورة ذكية.
الدراسة العلمية المنهجية تقضي بأن يحمل العنوان الطابع العلمي، الهادئ، الرصين، بعيدا عن العبارات الدعائية المثيرة، التي هي أنسب، وألصق بالإعلانات التجارية منها إلى الأعمال العلمية، كما يستبعد الباحث العناوين الوصفية المسجعة المتكلفة، التي لا تتناسب وأسلوب العصر الحديث.
يفضل في اختيار العنوان أن يكون مرنا، ذا طابع شمولي، بحيث لو استدعت الدراسة التعرض لتفريعاته، وأقسامه لما اعتبر هذا خروجا عن موضوعه، كما أنه لو اكتشف الباحث سعته سعة يضيق معها الزمن المحدد له لأمكن التصرف فيه بالاختصار ، مثال ذلك:
لو اختير موضوع بعنوان (العقوبات في الإسلام) فإنه يدخل تحت هذا العنوان العقوبات البدنية والمالية، ولا اعتراض في بحثهما، أما لو اكتشف طول البحث وحاجته إلى فترة أطول من الزمن المقرر للباحث فإنه بالإمكان أن يتحكم فيه بالتضييق فيقصره على (العقوبات المالية) أو (العقوبات التعزيرية).
ومن العكس على هذا لو كان مضغوطا ، ضيق الآفاق والحدود من البداية فإن أي خروج عن مداره يعد خطأ في المنهج، وابتعادا عن الموضوعية.
من الضروري استشارة الأساتذة الأكفاء لإبداء آرائهم، ومقترحاتهم حول عنوان البحث لمناقشة مدلولاته، والتعرف على أبعاده، فإن هذا يزيد من اطمئنان الباحث في الوقوف على اختلاف وجهات النظر، وستبدى له من خلال ذلك بعض الجوانب التي كانت واضحة في نظره. في حين أنها غامضة على غيره، فمن ثم يتم تعديل العنوان قبل اتخاذ إجراءات تسجيله، واعتماده من قبل مجلس القسم.
لوضوح العنوان، ولدلالته على موضوع الدراسة بعد آخر، ذلك أنه بعد استكمال البحث، وطباعته ، فإنه سيصنف ضمن قوائم المكتبات، ويفهرس ضمن مجموعاتها حسب العنوان، فلا بد من التأكد من تميز كلماته، بحيث تكون مفتاحا لمضمونه دالا على موضوعه، تساعد على تصنيفه، وفهرسته بشكل صحيح ([1]).


([1])  كتابة البحث العلمي صياغة جديدة ص 53،54

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق