الأولوية" للمخطوطة "إخراجها" لا "دراستها



الأولوية" للمخطوطة "إخراجها" لا "دراستها

الأولوية للكتاب المخطوط إخراجه من "مدافنه" لا الانشغال في تهيئة "جهازه" لزفه؛ فإن دراسة المخطوط وتخريج أحاديثه، وتوثيق نصوصه، هي مراحل مهمة في خدمة الكتاب لكن لا يجوز أن تكون عائقاً عن إخراج الكتاب المخطوط.
ويظهر كونها عائقاً في إخراجه من جهتين:
1-
من جهة تأخر إخراجه لاسيما الكتب الكبار، وقد يستغرق ذلك عدة سنوات بل عدة عقود كما حصل في كتاب "نهاية المطلب".

2-
من جهة تعذر إخراجه بصورته الموسعة، فإن دور النشر لا تنشط لإخراج هذه الكتب الكبار لكلفتها المادية، وقلة طالبيها، ولذا عادت بعض دور النشر إلى نشر الكتب الكبار بأحجام أصغر، وبعدد أجزاء أقل مما ساهم في اتساع نطاقها.

بل إن الدور تشترط في إخراج كتب الرسائل الجامعية أن تتصرف في حذف ما تراه من تعليقات الباحثين المطولة، لاسيما إذا تعدد الباحثون واختلفت مسالكهم في التحقيق والجودة.


وعلى قدر ما وجه اللوم إلى بعض الدور "التجارية" في سوء إخراج نصها إلا أن "حسنة" إخراجها للكتاب المخطوط ينبغي أن تنغمر فيه"سيئة" الإخراج غير اللائق، إذا كان محتملاً.


ولا يخرج من نطاق هذا الموضوع "الرسائل الجامعية" فأقترح للمساهمة في "إخراج الكتاب المخطوط" زيادة عدد الألواح في مقابل الاقتصار على توثيق النص من المخطوط، على طريقة المستشرقين المعروفة.


يعرف قدر هذا الموضوع الذي ينظر إلى آلاف الكتب المخطوطة والتي لا تجد من يتصدى لتحقيقها، وينظر إلى ما تتكدس به الجامعات من الرسائل المحققة ولا تجد من ينشط لنشرها.


وتبقى دراسة "الكتاب" مرحلة ثانية، بل إن هناك كثيراً من الكتب المطبوعة هي بحاجة إلى دراسة جادة، فالدراسة لا تقتصر على الكتاب المخطوط، ولا هي من ضرورة التحقيق، فالتحقيق هو إخراج النص.


وبهذا يكون لدينا جهتان منفصلتان:
1- تحقيق المخطوط.
2- دراسة الكتاب.
المقصود هنا في الإخراج أيهما أولى: الإسراع بتخريج النص، أو تأخيره بدراسته
 .
مثال: كتاب البسيط لأبي حامد الغزالي لا يزال مخطوطا، وإن كنا سمعنا أن الدكتور الديب رحمه الله قد ابتدر لتحقيقه قبل وفاته
الشاهد لو أردنا تحقيق نصه وإخراجه لأمكن في خلال سنة واحدة
لكن لو اردنا إخراجه بالمألوف لربما احتجنا إلى عقد من الزمان أو أكثر فنهاية المطلب ظل محبوساً قرابة الثلاثة عقود
ولهذا أجد أن دار الكتب العلمية على ما فيها قد خدمت المخطوط خدمة لا يستهان بها من حيث العناية بإخراج المخطوط، وإن إخراج المخطوط ينبغي أن يكون الهم الأول لمن عثر عليه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق